سرگروه عربی متوسطه شهرستان بوکان

قواعد، تست، نمونه سوال، نرم افزار مربوط به عربی

سرگروه عربی متوسطه شهرستان بوکان

قواعد، تست، نمونه سوال، نرم افزار مربوط به عربی

جورجی زیدان

اسمه : جورجی زیدان


مولده : ولد فی بیروت من أسرة فقیرة ، سنة 1278هـ = 1861 م

تعلیمه :
تعلم فی بعض مدارس بیروت الابتدائیة ، ودخل الکلیة الأمیرکیة لتلقی الطب فلم یتم له نیل الشهادة ، وسافر إلى مصر وتولى تحریر جریدة ( الزمان ) ، ثم رافق الحملة النیلیة إلى السودان سنة 1884 م بوظیفة مترجم ، ثم عاد إلى بیروت ، ودرس فیها لغتین العبریة والسریانیة ، ثم رحل إلى لندن وعاد إلى مصر ، وعین محرراً فی إدارة ( المقتطف ) ، ثم أنشأ مجلة ( الهلال ) وانقطع إلى التألیف .
کتب اثنین وعشرین مجلداً من ( الهلال ) وخلف بضعة من تآلیفه الأدبیة والعلمیة عدا 22 روایة وقصة أخذ أکثرها من تأریخ العرب . محطات : - أصدر مجلة ( الهلال ) عام 1982 م وظل یواصل إصدارها حتى وفاته وخلال اثنی وعشرین عاماً ترک خلالها ثروة ضخمة .

ما قاله النقاد :
جورجی زیدان علامة فی التاریخ والأدب ، صنفت صحیفته ( الهلال ) من ضمن أربع صحفاً عاشت طویلاً وقطعت مراحل ضخمة ، وتغلبت على عقبات شدیدة ، وبذل أصحابها جهوداً شاقة فی سبیل الثبات فی المیدان والبفاء من أجل الکلمة وأطلق علیها ( أنور الجندی ) .. ( المصابیح المضیئة الأربعة ) .
یقول ( أنور الجندی ) : کان من أبرز مظاهر إنتاج جرجی زیدان الدراسات التاریخیة والأدب العربی والتاریخ الإسلامی وکتابة القصة التاریخیة .
ومن خلالها أصدر زیدان روایاته الإسلامیة ومؤلفاته الکبرى عن الأدب العربی والتمدن الإسلامی .
یمکن القول أن جورجی زیدان قد غطى بالترجمة جمیع أعلام عصره فی مختلف المیادین الأدبیة والاجتماعی سواء فی داخل الأمة العربیة أم من خلال العالم الإسلامی کله .
مؤلفاته :

- تاریخ التمدن الإسلامی ( من أهم کتبة فی خمس مجلدات )
- تاریخ مصر الحدیث
- تراجم مشاهیر الشرق
- التاریخ العام
- تاریخ الماسونیة
- تاریخ الیونان والرومان
- تاریخ العرب قبل الإسلام
- تاریخ اللغة العربیة
- تاریخ آداب اللغة العربیة
- أنساب العرب القدماء
- علم الفراسة الحدیثة

وفاته :

توفی عام 13332هـ = 1914 م



نص مختار

أن الانتقاد یعنی إبراز جوانب الاستحسان والنقص على السواء وأن کلمة ( انتقاد ) لیست تعنی إحصاء العیوب وحدها ونرید من باب ( الانتقاد والتقریض ) کلا الجانبین ..
بإبداء رأیهم فیما یسمعونه إن حسناً أو قبیحاً فدعوناه لذلک ( باب التقریض ) ، والانتقاد تقریباً من معنى المراد ، وما فتحناه إلا لعلمنا بما یترتب علیه من الفائدة الحاصلة من تناول الآراء وأن العاقل من أعتقد الضعف فی نفسه وعلم أن انتقاد ما یکتبه أو یقوله ، لا یحط من قدره ، إذ أننا لا ننتقد إلا ما نراه جدیراً بالمطالعة ومستحقاً للانتقاد

طیب الصالح

الاسم: الطیب محمد صالح أحمد


مولده ونشأته :
ولد عام 1929م ، فی إقلیم مروی ، شمال السودان ، فی قریة کَرْمَکوْل بالقرب من قریة دبة الفقراء وهی إحدى قرى قبیلة الرکابیة التی ینتسب إلیها.

تعلیمه :
درس الابتدائیة فی "وادی سیدنا". وفی شبابه انتقل إلى الخرطوم لإکمال دراسته فحصل من جامعتها على درجة البکالوریوس فی العلوم. سافر إلى إنجلترا حیث واصل دراسته، و غیّر تخصصه إلى دراسة الشؤون الدولیة السیاسیة.

ما قاله النقاد : - یق
ول بلند الحیدری :
لقد أوکلت الغربة للطیب صالح مهمّة أن یظلّ محوماً فی أرجاء بلده وهو یحمل فی کل جارحة من جوارحه حب السودانی الأصیل بلا ضوضاء کما یقول ، ومعاناته الیومیة وخفه دمه. حب السودانی للسودان ولتقالید مجتمعه وأعرافه. فالسودان کما فی دومة ود حامد لا یتنازل بسرعة عما آمن به."
- ویقول ( د.حسن أبشر الطیب ) :
إنّ الکثرة الغالبة من النقاد رأت فی أعمال الطیب صالح فتحاً جدیداً فی عالم الروایة العالمیة. "
- یمتاز الفن الروائی للطیب صالح بالالتصاق بالأجواء والمشاهد المحلیة ورفعها إلى مستوى العالمیة من خلال لغة تلامس الواقع خالیة من الرتوش والاستعارات ، منجزًا فی هذا مساهمة جدیة فی تطور بناء الروایة العربیة ودفعها إلى آفاق جدیدة.

المناصب التی شغلها فی حیاته :
- مارس التدریس ثم عمل فی الإذاعة البریطانیة فی لندن .
- نال شهادة فی الشؤون الدولیة فی إنکلترا ، وشغل منصب ممثل الیونسکو فی دول الخلیج ومقره قطر فی الفترة 1984 - 1989 .

إصدارات تتحدث عنه :

صدر حوله مؤلَّفٌ بعنوان " الطیب صالح عبقری الروایة العربیة " لمجموعة من الباحثین فی بیروت عام 1976 . تناول لغته وعالمه الروائی بأبعاده وإشکالاته .

مؤلفاته :
- موسم الهجرة إلى الشمال
- عرس الزین
- مریود
- ضو البیت
- دومة ود حامد
- منسى


وفاته :

توفی فی 18 شباط عام 2009م فی لندن.



نبذة مختارة


لابدّ إننی کنت صغیراً جداً حینذاک. لست أذکر کم کان عمری تماماً، ولکننی أذکر أن الناس حین کانوا یروننی مع جدی کانوا یربتون على رأسی، ویقرصوننی فی خدی، ولم یکونوا یفعلون ذلک مع جدی. العجیب أننی لم أکن أخرج أبداً مع أبی، ولکن جدی کان یأخذنی معه حیثما ذهب، إلا فی الصباح حین کنت أذهب إلى المسجد، لحفظ القرآن. المسجد والنهر والحقل، هذه کانت معالم حیاتنا. أغلب أندادی کانوا یتبرمون بالمسجد وحفظ القرآن ولکننی کنت أحب الذهاب إلى المسجد. لابد أن السبب أننی کنت سریع الحفظ، وکان الشیخ یطلب منی دائماً أن أقف وأقرأ سورة الرحمن، کلما جاءنا زائر. وکان الزوار یربتون على خدی ورأسی، تماماً کما کانوا یفعلون حین یروننی مع جدی. نعم کنت أحب المسجد. وکنت أیضاً أحب النهر. حالما نفرغ من قراءتنا وقت الضحى، کنت أرمی لوحی الخشبی، وأجری کالجن إلى أمی، والتهم إفطاری بسرعة شدیدة واجری إلى النهر وأغمس نفسی فیه. وحین أکلُّ من السباحة، کنت أجلس على الحافة وأتأمل الشاطئ الذی ینحنی فی الشرق ویختبئ وراء غابة کثیفة من شجر الطلع. کنت أحب ذلک. کنت أسرح بخیالی وأتصور قبیلة من العمالقة یعیشون وراء تلک الغابة … قوم طوال فحال لهم لحى بیضاء وأنوف حادة مثل أنف جدی. أنف جدی کان کبیراً حاداً. قبل أن یجیب جدی على أسئلتی الکثیرة، کان دائماً یحک طرف أنفه بسبابته. ولحیة جدی کانت غزیرة ناعمة بیضاء کالقطن. لم أرَ فی حیاتی بیاضاً أنصع ولا أجمل من بیاض لحیة جدی. ولابد أن جدی کان فارع الطول، إذ أننی لم أرَ أحداً فی سائر البلد یکلم جدی إلا وهو یتطلع إلیه من أسفل، ولم أرَ جدی یدخل بیتاً إلا وکان ینحنی انحناءة کبیرة تذکرنی بانحناء النهر وراء غابة الطلح. کان جدی طویلاً ونحیلاً وکنت أحبه وأتخیل نفسی، حین استوی رجلاً أذرع الأرض مثله فی خطوات واسعة. وأظن جدی کان یؤثرنی دون بقیة أحفاده. ولست ألومه، فأولاد أعمامی کانوا أغبیاء وکنت أنا طفلاً ذکیاً. هکذا قالوا لی. کنت أعرف متى یریدنی جدی أن أضحک ومتى یریدنی أن اسکت، وکنت أتذکر مواعید صلاته، فاحضر له ((المصلاة)) وأملأ له الإبریق قبل أن یطلب ذلک منی. کان یلذ له فی ساعات راحته أن یستمع إلیّ أقرأ له من القرآن بصوت منغم، وکنت أعرف من وجه جدی أنه أیضاً کان یطرب له. سألته ذات یوم عن جارنا مسعود. قلت لجدی: (أظنک لا تحب جارنا مسعود؟) فأجاب بعد أن حک طرف أنفه بسبابته: (لأنه رجل خامل وأنا لا أحب الرجل الخامل). قلت له: (وما الرجل الخامل؟) فأطرق جدی برهة ثم قال لی: (انظر إلى هذا الحقل الواسع. ألا تراه یمتد من طرف الصحراء إلى حافة النیل مائة فدان؟ هذا النخل الکثیر هل تراه؟ وهذا الشجر؟ سنط وطلح وسیال. کل هذا کان حلالاً بارداً لمسعود، ورثه عن أبیه). وانتهزت الصمت الذی نزل على جدی، فحولت نظری عن لحیته وأدرته فی الأرض الواسعة التی حددها لی بکلماته. (لست أبالی مَن یملک هذا النخل ولا ذلک الشجر ولا هذه الأرض السوداء المشققة. کل ما أعرفه أنها مسرح أحلامی ومرتع ساعات فراغی). بدأ جدی یواصل الحدیث: (نعم یا بنیّ. کانت کلها قبل أربعین عاماً ملکاً لمسعود. ثلثاها الآن لی أنا). کانت هذه حقیقة مثیرة بالنسبة لی، فقد کنت أحسب الأرض ملکاً لجدی منذ خلق الله الأرض. (ولم أکن أملک فداناً واحداً حین وطئت قدمای هذا البلد. وکان مسعود یملک کل هذا الخیر. ولکن الحال انقلب الآن، وأظننی قبل أن یتوفانی الله سأشتری الثلث الباقی أیضاً). لست أدری لماذا أحسست بخوف من کلمات جدی. وشعرت بالعطف على جارنا مسعود. لیت جدی لا یفعل! وتذکرت غناء مسعود وصوته الجمیل وضحکته القویة التی تشبه صوت الماء المدلوق. جدی لم یکن یضحک أبداً. وسألت جدی لماذا باع مسعود أرضه؟ (النساء). وشعرت من نطق جدی للکلمة أن (النساء) شیء فظیع. (مسعود یا بنیَّ رجل مزواج کل مرة تزوج امرأة باع لی فدناً أو فدانین). وبسرعة حسبت فی ذهنی أن مسعود لابد أن تزوج تسعین امرأة، وتذکرت زوجاته الثلاث وحاله المبهدل وحمارته العرجاء وسرجه المکسور وجلبابه الممزق الأیدی. وکدت أتخلص من الذکرى التی جاشت فی خاطری، لولا أننی رأیت الرجل قادماً نحونا، فنظرت إلى جدی ونظر إلیّ. وقال مسعود: ((سنحصد التمر الیوم، ألا ترید أن تحضر؟)) وأحسست أنه لا یرید جدی أن یحضر بالفعل. ولکن جدی هب واقفاً، ورأیت عینه تلمع برهة ببریق شدید، وشدنی من یدی وذهبنا إلى حصاد تمر مسعود. وجاء أجد لجدی بمقعد علیه فروة ثور. جلس جدی وظللت أنا واقفاً. کانوا خلقاً کثیراً. کنت أعرفهم کلهم، ولکننی لسبب ما أخذت أراقب مسعوداً. کان واقفاً بعیداً عن ذلک الحشد کأن الأمر لا یعنیه، مع أن النخیل الذی یحصد کان نخله هو، وأحیاناً یلفت نظره صوت سبیطة ضخمة من التمر وهی تهوی من علٍ. ومرة صاح بالصبی الذی استوى فوق قمة النخلة، وأخذ یقطع السبیط بمنجله الطویل الحاد: ((حاذر لا تقطع قلب النخلة)). ولم ینتبه أحد لما قال، واستمر الصبی الجالس فوق قمة النخلة یعمل منجله فی العرجون بسرعة ونشاط، وأخذ السبط یهوی کشیء ینزل من السماء. ولکننی أنا أخذت أفکر فی قول مسعود: ((قلب النخلة)) وتصورت النخلة شیئاً یحس له قلب ینبض. وتذکرت قول مسعود لی مرة حین رآنی أعبث بجرید نخلة صغیرة: ((النخل یا بنیّ کالادمیین یفرح ویتألم)). وشعرت بحیاء داخلی لم أجد له سبباً. ولما نظرت مرة أخرى إلى الساحة الممتدة أمامی رأیت رفاقی الأطفال یموجون کالنمل تحت جذوع النخل یجمعون التمر ویأکلون أکثره. واجتمع التمر أکواماً عالیة. ثم رأیت قوماً أقبلوا وأخذوا یکیلونه بمکاییل ویصبونه فی أکیاس. وعددت منها ثلاثین کیساً. وانفض الجمع عدا حسین التاجر وموسى صاحب الحقل المجاور لحقلنا من الشرق، ورجلین غریبین لم أرَهما من قبل. وسمعت صفیراً خافتاً، فالتفت فإذا جدی قد نام، ونظرت فإذا مسعود لم یغیر وقفته ولکنه وضع عوداً من القصب فی فمه وأخذ یمضغه مثل شخص شبع من الأکل وبقیت فی فمه لقمة واحدة لا یدری ماذا یفعل بها. وفجأة استیقظ جدی وهب واقفاً ومشى نحو أکیاس التمر وتبعه حسین التاجر وموسى صاحب الحقل المجاور لحقلنا والرجلان الغریبان. وسرت أنا وراء جدی ونظرت إلى مسعود فرأیته یدلف نحونا ببطء شدید کرجل یرید أن یرجع ولکن قدمیه تزید أن تسیر إلى أمام. وتحلقوا کلهم حول أکیاس التمر وأخذوا یفحصونه وبعضهم أخذ منه حبة أو حبتین فأکلها. وأعطانی جدی قبضة من التمر فأخذت أمضغه. ورأیت مسعوداً یملأ راحته من التمر ویقربه من أنفه ویشمه طویلاً ثم یعیده إلى مکانه. ورأیتهم یتقاسمونه. حسین التاجر أخذ عشرة أکیاس، والرجلان الغریبان کل منهما أخذ خمسة أکیاس. وموسى صاحب الحقل المجاور لحقلنا من ناحیة الشرق أخذ خمسة أکیاس، وجدی أخذ خمسة أکیاس. ولم أفهم شیئاً. ونظرت إلى مسعود فرأیته زائغ العینین تجری عیناه شمالاً ویمیناً کأنهما فأران صغیران تاها عن حجرهما. وقال جدی لمسعود: ما زلت مدیناً لی بخمسین جنیها نتحدث عنها فیما بعد، ونادى حسین صبیانه فجاؤوا بالحمیر، والرجلان الغریبان جاءا بخمسة جمال. ووضعت أکیاس التمر على الحمیر والجمال. ونهق أحد الحمیر وأخذ الجمل یرغی ویصیح. وشعرت بنفسی أقترب من مسعود. وشعرت بیدی تمتد إلیه کأنی أردت أن ألمس طرف ثوبه. وسمعته یحدث صوتاً فی حلقه مثل شخیر الحمل حین یذبح. ولست أدری السبب، ولکننی أحسست بألم حاد فی صدری. وعدوت مبتعداً. وشعرت أننی أکره جدی فی تلک اللحظة. وأسرعت العدو کأننی أحمل فی داخل صدری سراً أود أن أتخلص منه. ووصلت إلى حافة النهر قریباً من منحناه وراء غابة الطلح. ولست أعرف السبب، ولکننی أدخلت إصبعی فی حلقی وتقیأت التمر الذی أکلت.

جمیل صدقی الزهاوی


جمیل صدقی الزهاوی

من عائلة الزهاوی الموافق 18 حزیران عام 1863م، وبها نشأ ودرس على أبیه وعلى علماء عصره، وعین مدرسا فی مدرسة السلیمانیة ببغداد عام 1885م، وهو شاب ثم عین عضوا فی مجلس المعارف عام 1887م، ثم مدیرا لمطبعة الولایة ومحررا لجریدة الزوراء عام 1890م، وبعدها عین عضوا فی محکمة استئناف بغداد عام 1892م، وسافر إلى إستانبول عام 1896م، فأعجب برجالها ومفکریها وتأثر بالأفکار الغربیة، وبعد الدستور عام 1908م، عین استاذا للفلسفة الإسلامیة فی دار الفنون بإستانبول ثم عاد لبغداد، وعین استاذا فی مدرسة الحقوق، وانضم إلى حزب الأتحادیین، وأنتخب عضوا فی (مجلس المبعوثان) مرتین، وعند تأسیس الحکومة العراقیة عین عضوا فی مجلس الأعیان. ونظم الشعر بالعربیة والفارسیة منذ نعومة أضفاره فأجاد واشتهر به.

وکان له مجلس یحفل بأهل العلم والأدب، وأحد مجالسه فی مقهى الشط وله مجلس آخر یقیمه عصر کل یوم فی قهوة رشید حمید فی الباب الشرقی من بغداد، واتخذ فی آخر أیامه مجلسا فی مقهى أمین فی شارع الرشید وعرفت هذه القهوة فیما بعد بقهوة الزهاوی، ولقد کان مولعا بلعبة الدامة وله فیها تفنن غریب، وکان من المترددین على مجالسه الشاعر معروف الرصافی، والأستاذ إبراهیم صالح شکر، والشاعر عبد الرحمن البناء، وکانت مجالسه لا تخلو من أدب ومساجلة ونکات ومداعبات شعریة، وکانت له کلمة الفصل عند کل مناقشة ومناظرة، ولقد قال فیه الشیخ إبراهیم أفندی الراوی وفی قرینه الرصافی:

مقال صحیح إن فی الشعر حکمة
وما کل شعر فی الحقیقة محکم
وأشعر أهل الأرض عندی بلا مرا
جمیل الزهاوی والرصافی المقدم

کان الزهاوی معروفا على مستوى العراق والعالم العربی وکان جریئاً وطموحاً وصلبا فی مواقفه، فاختلف مع الحکّام عندما رآهم یلقون بالأحرار فی غیاهب السجن ومن ثم تنفیذ أحکام الإعدام بهم فنظم قصیدة فی تحیّة الشهداء مطلعها:

على کل عود صاحب وخلیل
وفی کل بیت رنة وعویل
وفی کل عین عبرة مهراقة
وفی کل قلب حسرة وعلیل
کأن الجدوع القائمات منابر
علت خطباء عودهن نقول

دافع الزهاوی عن حقوق المرأة وطالبها بترک الحجاب (ویقصد به النقاب الذی یخفى معالم الوجه) وأسرف فی ذلک، حیث قال:

اسفری فالحجاب یا ابنة فهر
هو داء فی الاجتماع وخیم
کل شیء إلى التجدد ماض
فلماذا یقر هذا القدیم ؟
اسفری فالسفورللناس صبح
زاهر والحجاب لیل بهیم
اسفری فالسفور فیه صلاح
للفریقین ثم نفع عمیم
زعموا ان فی السفور انثلاما
کذبوا فالسفور طهر سلیم
لایقی عفة الفتاة حجاب
بل یقیها تثقیفها والعلوم

وقال أیضا:

مزقی یا ابنة العراق الحجابا
أسفری فالحیاة تبغی انقلابا
مزقیه واحرقیه بلا ریث
فقد کان حارسا کذابا

وله أبیات أخرى فی دیوان (الزهاوی، طبعة دار الدعوة، بیروت) أسرف فیها فی هجاء العرب ومدح الإنجلیز قال فیها:

تبصَّرْ أیها العربی واترکْ
ولاءَ الترکِ من قومٍ لئامِ
ووالِ الإنکلیزَ رجال عدلٍ
وصدقٍ فی الفعالِ وفی الکلامِ

وکتب فیه طه حسین: "لم یکن الزهاوی شاعر العربیة فحسب ولا شاعر العراق بل شاعر مصر وغیرها من الأقطار.. لقد کان شاعر العقل.. وکان معری هذا العصر.. ولکنه المعری الذی اتصل بأوروبا وتسلح بالعلم.."

وکتب فیه الشاعر العراقی فالح الحجیة فی کتابه الموجزفی الشعر العربی ومما قال فیه: (شعر الزهاوی یمتاز بسهولة الألفاظ واضح المعانی ثر الإنتاج وکذلک یتسم بالتأثر بالعلوم التی درسها واشتهر بالشعر الوطنی والاجتماعی والفلسفة والوصف وأنشد فی أغلب الفنون الشعریة.) هناک شارع سمی باسمه یقع فی الأعظمیة قرب البلاط الملکی وهذا الشارع یربط بین الطریق إلى جامع الإمام الأعظم ومنطقة الوزیریة العریقة فی بغداد.

کانت العداوة بینه وبین معروف الرصافی شدیدة (حیث قال الرصافی أشیاء کثیرة فی النیل من الزهاوی) ولکن فرصة مواتیة للزهاوی جاءت للرد الصاع صاعین للرصافی عندما سألوه عن رأیه فی أحمد شوقی (وهذا مجال لعداوة أخرى) فأجابهم قائلا بلهجته البغدادیة:

«هذا شنو أحمد شوقی، ولا شیء! تلمیذی معروف الرصافی ینظم شعرا أحسن منه!»

فی الوقت الذی کان کلاهما أستاذ بأدبه وشعره. هذا ما وثقه خالد القشطینی بمذکراته الطریفة عن هذا الصراع بین الشاعرین القمتین.

قال عنه العلامة الشاعر ولید الأعظمی: ((کان الزهاوی شدید الأعجاب بنفسه محبا للشهرة ویمیل إلى مخالفة الناس، ویدعی المعرفة بالعلوم کلها کالفلسفة والفلک والجاذبیة والتشریح مما أثار ضجة کادت تودی بحیاته، وهو شاعر مکثر، وشعره ثقیل غیر سائغ بسبب حشر النظریات العلمیة فیه، وکان یحسن اللغة العربیة والترکیة والفارسیة والکردیة، وشیئا من اللغة الفرنسیة، وترک عدة دواوین منها (الکلم المنظوم) ودیوان (اللباب)، ودیوان (الأوشال)، و(الثمالة)، و(رباعیات الزهاوی)، وهی ترجمة لرباعیات الخیام)).

وفاته

توفی الزهاوی فی شهر ذی القعدة عام 1354 هـ، 1936م، ودفن بمشهد حافل فی مقبرة الخیزران فی الأعظمیة، وبنیت على قبره حجرة ودفن على مقربة منه علامة العراق الشیخ أمجد الزهاوی ابن أخیه. وکان الشیخ أمجد الزهاوی یبغضه فی الله, ولم یخرج فی جنازته لما مات.

من مؤلفاته

أخذ الزهاوی العلوم العقلیة والنقلیة على ید علماء بغداد ونبغ فی مختلف المجالات العلمیة والفلسفیة، وکان نبوغه باللغة العربیة والشعر العربی طاغیا على بقیة تحصیلاته العلمیة. وله مؤلفات علمیة وأدبیة منها:

  • دواوین شعره.
  • الجاذبیة وتعلیلها.
  • الظواهر الطبیعیة والفلکیة.
  • الخیل وسباتها.
  • الدفع العام.
  • الفجر الصادق.
  • لدیه مجموعة من الاشعار‌ الکردیة، اکثریة اشعاره الکردیة ذات طابع هجائی کتبت ضد صدیقه الشاعر الکردی الکبیر، شیخ رضا الطالبانی.

بلند الحیدری


بلند الحیدری

من ویکیبیدیا، الموسوعة الحرة

بلند الحیدری ولد فی بغداد فی 26 أیلول سبتمبر 1926 شاعر عراقی، کردی الأصل واسمه یعنی شامخ فی اللغة الکردیة. والدته فاطمة بنت إبراهیم أفندی الحیدری الذی کان یشغل منصب شیخ الإسلام فی إستانبول.

العائلة الحیدریة

والد بلند کان ضابطا فی الجیش العراقی، وهو من عائلة کبیرة أغلبها کان یقطن فی شمال العراق ما بین أربیل وسلسلة جبال السلیمانیة، ومن هذه العائلة برز أیضا جمال الحیدری الزعیم الشیوعی المعروف والذی قتل فی انقلاب الثامن من شباط فبرایر عام 1963 مع أخیه مهیب الحیدری. وهناک إلى جانب بلند الأخ الأکبر صفاء الحیدری وهو شاعر بدأ کتابة الشعر بالطبع قبل بلند وله دواوین شعریة عدیدة مطبوعة فی العراق، وصفاء هذا کان یتصف بنزعة وجودیة متمردة، ذهبت به للقیام بنصب خیمة سوداء فی بساتین بعقوبة لغرض السکنى فیها، وهناک فی بعقوبة تعرّف على الشاعر الوجودی المشرد حسین مردان الذی بدوره عرّفه على بلند.

المنافسة بین بلند وصفاء

کانت بین الأخوین بلند وصفاء منافسة واضحة، فعندما کان صفاء على سبیل المثال ملاکما کان بلند ملاکما أیضا، وعندما برز اسم صفاء الحیدری فی ساحة الشعر العراقی ظهر اسم بلند لیتجاوزه وینال حظوة وشهرة فی العراق والعالم العربی. وکان صفاء یکتب رسائل لبلند ویخبره بأنه غطى علیه وانه حطمه الخ..

حیاة مضطربة

[1][2]

فی بدایة حیاته تنقل بلند بین المدن الکردیة ؛ السلیمانیة وأربیل وکرکوک بحکم عمل والده کضابط فی الجیش. فی العام 1940 انفصل الوالدان. ولما توفیت والدته التی کان متعلقا بها کثیرا فی العام 1942 انتقلت العائلة إلى بیت جدتهم والدة أبیه. لم ینسجم بلند فی محیطه الجدید وقوانینها الصارمة فحاول الانتحار وترک دراسته قبل أن یکمل المتوسطة فی ثانویة التفیض، وخرج من البیت مبتدءاً تشرده فی سن المراهقة المبکر وهو فی السادسة عشرة من عمره.

توفی والده فی عام 1945 ولم یُسمح لبلند ان یسیر فی جنازته. نام بلند تحت جسور بغداد لعدة لیال، وقام بأعمال مختلفة منها کتابة العرائض (العرضحالجی) أمام وزارة العدل حیث کان خاله داوود الحیدری وزیرا للعدل وذلک تحدی للعائلة. بالرغم من تشرده کان بلند حریصا على تثقیف نفسه فکان یذهب إلى المکتبة العامة لسنین لیبقى فیها حتى ساعات متأخرة من اللیل إذ کوّن صداقة مع حارس المکتبة الذی کان یسمح له بالبقاء بعد إقفال المکتبة. کانت ثقافته انتقائیة، فدرس الأدب العربی والنقد والتراث وعلم النفس وکان معجب بفروید وقرأ الفلسفة وتبنى الوجودیة لفترة ثم المارکسیة والدیمقراطیة، علاوة على قراءته للأدب العربی من خلال الترجمات. وتوفی بلند سنة 1996 فی مستشفى بنیویورک.

مؤلفاته

[3]

  • خفقة الطین- شعر- بغداد 1946.
  • أغانی المدینة المیتة- شعر- بغداد 1951.
  • جئتم مع الفجر- شعر- بغداد 1961.
  • خطوات فی الغربة- شعر- بیروت 1965.
  • رحلة الحروف الصفر- شعر- بیروت 1968.
  • أغانی الحارس المتعب- شعر- بیروت 1971.
  • حوار عبر الأبعاد الثلاثة- شعر- بیروت 1972.
  • زمن لکل الأزمنة- مقالات- بیروت 1981.

التعریف بأحمد شوقی

التعریف ب(احمد شوقی)



دانلود دیوان احمد شوقی


حمد شوقی علی أحمد شوقی بک (1868[1] - 13 دیسمبر 1932شاعر مصری یعد من أعظم شعراء العربیة فی جمیع العصور حسبما ذکر ذلک فی القاموس الشهیر (قاموس المورد) لقب بـ "أمیر الشعراء".


ولد احمد شوقی بحی الحنفی بالقاهرة فی 20 رجب 1287 هـ الموافق 16 أکتوبر 1868 لأب کردی وأم من أصول ترکیة وشرکسیة [2]، وکانت جدته لأمه تعمل وصیفة فی قصر الخدیوی إسماعیل، وعلى جانب من الغنى والثراء، فتکفلت بتربیة حفیدها ونشأ معها فی القصر، ولما بلغ الرابعة من عمره التحق بکُتّاب الشیخ صالح، فحفظ قدرًا من القرآن وتعلّم مبادئ القراءة والکتابة، ثم التحق بمدرسة المبتدیان الابتدائیة، وأظهر فیها نبوغًا واضحًا کوفئ علیه بإعفائه من مصروفات المدرسة، وانکب على دواوین فحول الشعراء حفظًا واستظهارًا، فبدأ الشعر یجری على لسانه.

وهو فی الخامسة عشرة من عمره التحق بمدرسة الحقوق سنة (1303هـ = 1885م)، وانتسب إلى قسم الترجمة الذی قد أنشئ بها حدیثًا، وفی هذه الفترة بدأت موهبته الشعریة تلفت نظر أستاذه الشیخ "محمد البسیونی"، ورأى فیه مشروع شاعر کبیر"

ثم بعد ذلک سافر إلى فرنسا على نفقة الخدیوی توفیق، "وقد حسمت تلک الرحلة الدراسیة الأولى منطلقات شوقی الفکریة والإبداعیة. وخلالها اشترک مع زملاء البعثة فی تکوین (جمعیة التقدم المصری)، التی کانت أحد أشکال العمل الوطنی ضد الاحتلال الإنکلیزی. وربطته حینئذ صداقة حمیمة بالزعیم مصطفى کامل، وتفتّح على مشروعات النهضة المصریة.

طوال إقامته بأوروبا، کان فیها بجسده بینما ظل قلبه معلقًا بالثقافة العربیة وبالشعراء العرب الکبار وعلى رأسهم المتنبی. لکن تأثره بالثقافة الفرنسیة لم یکن محدودًا، وتأثر بالشعراء الفرنسیین وبالأخص راسین ومولییر. "

نلاحظ أن فترة الدراسة فی فرنسا وبعد عودته إلى مصر کان شعر شوقی یتوجه نحو المدیح للخدیوی عباس، الذی کان سلطته مهددة من قبل الإنجلیز، ویرجع النقاد التزام أحمد شوقی بالمدیح للأسرة الحاکمة إلى عدة أسباب منها أن الخدیوی هو ولی نعمة أحمد شوقی وثانیا الأثر الدینی الذی کان یوجه الشعراء على أن الخلافة العثمانیة هی خلافة إسلامیة وبالتالی وجب الدفاع عن هذه الخلافة.

لکن هذا أدى إلى نفی الشاعر من قبل الإنجلیز إلى إسبانیا 1915 وفی هذا النفی اطلع أحمد شوقی على الأدب العربی والحضارة الأندلسیة هذا بالإضافة إلى قدرته التی تکونت فی استخدام عدة لغات والاطلاع على الآداب الأوروبیة، وکان أحمد شوقی فی هذه الفترة مطلعا على الأوضاع التی تجری فی مصر فأصبح یشارک فی الشعر من خلال اهتمامه بالتحرکات الشعبیة والوطنیة الساعیة للتحریر عن بعد وما یبث شعره من مشاعر الحزن على نفیه من مصر، ومن هنا نجد توجها آخر فی شعر أحمد شوقی بعیدا عن المدح الذی التزم به قبل النفی، عاد شوقی إلى مصر سنة 1920.

فی عام 1927 بایع شعراء العرب کافة شوقی أمیرا للشعر، وبعد تلک الفترة نجد تفرغ شوقی للمسرح الشعری حیث یعد الرائد الأول فی هذا المجال عربیا ومن مسرحیاته الشعریة "مصرع کیلوبترا" وقمبیز ومجنون لیلى وعلی بک الکبیر.


می زیاده

اسمها: ماری إلیاس زیادة ، واختارت لنفسها اسم می فیما بعد.


مولدها ونشأتها :
فلسطینیةٌ ولدت فی الناصرة عام 1886 م . وهی ابنة وحیدة من أهل کسروان، لأب من لبنان وأم سوریة الأصل فلسطینیة المولد.

تعلیمها :
تلقت الطفلة دراستها الابتدائیة فی الناصرة, والثانویة فی عینطورة بلبنان. وفی العام 1907, انتقلت میّ مع أسرتها للإقامة فی القاهرة. وهناک, عملت بتدریس اللغتین الفرنسیة والإنکلیزیة, وتابعت دراستها للألمانیة والإسبانیة والإیطالیة. وفی الوقت ذاته, عکفت على إتقان اللغة العربیة وتجوید التعبیر بها. وفیما بعد, تابعت میّ دراسات فی الأدب العربی والتاریخ الإسلامی والفلسفة فی جامعة القاهرة.

محطات :
- فى القاهرة, خالطت میّ الکتاب والصحفیین, وأخذ نجمها یتألق کاتبة مقال اجتماعی وأدبی ونقدی, وباحثة وخطیبة. وأسست میّ ندوة أسبوعیة عرفت باسم (ندوة الثلاثاء), جمعت فیها - لعشرین عامًا - صفوة من کتاب العصر وشعرائه, کان من أبرزهم: أحمد لطفی السید, مصطفى عبدالرازق, عباس العقاد, طه حسین, شبلی شمیل, یعقوب صروف, أنطون الجمیل, مصطفى صادق الرافعی, خلیل مطران, إسماعیل صبری, و أحمد شوقی. وقد أحبّ أغلب هؤلاء الأعلام میّ حبًّا روحیًّا ألهم بعضهم روائع من کتاباته. أما قلب میّ زیادة, فقد ظل مأخوذًا طوال حیاتها بجبران خلیل جبران وحده, رغم أنهما لم یلتقیا ولو لمرة واحدة. ودامت المراسلات بینهما لعشرین عامًا: من 1911 وحتى وفاة جبران بنیویورک عام 1931.

- نشرت میّ مقالات وأبحاثا فی کبریات الصحف والمجلات المصریة, مثل: (المقطم), (الأهرام), (الزهور), (المحروسة), (الهلال), و(المقتطف). أما الکتب, فقد کان باکورة إنتاجها العام 1911 دیوان شعر کتبته باللغة الفرنسیة و أول أعمالها بالفرنسیة اسمها أزاهیر حلم ظهرت عام 1911 و کانت توقع باسم ایزس کوبیا, ثم صدرت لها ثلاث روایات نقلتها إلى العربیة من اللغات الألمانیة والفرنسیة والإنکلیزیة. وفیما بعد صدر لها: (باحثة البادیة) (1920), (کلمات وإشارات) (1922), (المساواة) (1923), (ظلمات وأشعة) (1923), ( بین الجزر والمد ) ( 1924), و(الصحائف) (1924). وفى أعقاب رحیل والدیها ووفاة جبران تعرضت میّ زیادة لمحنة عام 1938, إذ حیکت ضدها مؤامرة دنیئة, وأوقعت إحدى المحاکم علیها الحجْر, وأودعت مصحة الأمراض العقلیة ببیروت. وهبّ المفکر اللبنانی أمین الریحانی وشخصیات عربیة کبیرة إلى إنقاذها, ورفع الحجْر عنها.

- سافرت فی عام 1932 إلى إنجلترا أملاً فی أن تغییر المکان والجو الذی تعیش فیه ربما یخفف قلیلاً من آلامها .. لکن حتى السفر لم یکن الدواء .. فقد عادت إلى مصر ثم سافرت مرة ثانیة إلى إیطالیا لتتابع محاضرات فی جامعة بروجیة عن آثار اللغة الإیطالیة .. ثم عادت إلى مصر .. وبعدها بقلیل سافرت مرة أخرى إلى روما ثم عادت إلى مصر حیث استسلمت لأحزانها .. ورفعت الرایة البیضاء لتعلن أنها فی حالة نفسیة صعبة .. وأنها فی حاجة إلى من یقف جانبها ویسندها حتى تتماسک من جدید .

من آرائها :
- على سبیل المثال فقد أعطت می زیادة الزواج مفهوم آخر جدید هو العبودیة کما قالت فی کتابها: (یرمز المصورون إلى العبودیة برسم رجل بائس رسف فی قیوده ولو انصفوا ما کان غیر المرأة رمزاً. الرجل عبد مرة وهی عبدت مرات. قیمة الرجل فی استقلاله وطموحهُ المرأة إن هی أبدت میلاً إلى الانعتاق من الأوهام القدیمة والعادات المتحجرة نظر إلیها کفرد شاذ أو کخیال فی دوائر الرؤیا. لأنهم اعتادوا استعبادها لیس بالجور والتعذیب بل باللطف والتدلیل والتحبب، وهؤلاء هن اللواتی بعد أن یشترین بالمال والحلی والتملق وقد عنى سکوتهن قبولاً ینیر العبودیة والرضى عنه.-

کانت میّ تؤید المرأة وتطالب بحقوقها، فقد انضمت إلى الحرکة النسائیة التی کانت ترأسها هدى شعراوی، وکذلک اشترکت فی الاجتماعات التی کانت تعقدها فی الجامعة المصریة القدیمة. وکتبت میّ عن شهیرات النساء فی عصرها مثل باحثة البادیة وعائشة التیموریة. وطالبت بإنصاف المرأة؛ إلى جانب ذلک طالبت المرأة أن تتحرّ، على أن لا تخرج عن حدود المعقول والمقبول، بل یکون تحررها على أساس العلم والتحفظ. وترى میّ أن یکون موقف المرأة من الرجل، والرجل من المرأة موقف انسجام مع الطبیعة والنفسیّة، فی غیر تطرف ولا تفریط. 8

عالجت میّ زیادة موضوع الحکم فی کتابها "المساواة" نثرت آراءها هنا وهناک من شتّى أبحاثها. ودعماَ لموقفها فی کتابها فقد استعرضت الأنواع المختلفة من التیارات والنظریات مثل الطبقیّة والأرستقراطیة والعبودیة وغیرها. فمثلاَ عن العبودیة والرّق استعرضت مراحلها عبر التاریخ، وبینت العوامل التی عملت على إلغاء ضروب العبودیّة وتدعیم قواعد التحریر؛ وهی ترى أن هذه العبودیة ما زالت تلاحق الإنسانیة بصورٍ مختلفة وأسالیب شتّى.

ما قاله النقاد :
- قالت السیدة هدى شعراوی فی حفل تأبین میّ: "کانت می المثل الأعلى للفتاة الشرقیة المثقفة " .

- وقال فیها شیخ فلاسفة العرب فی العصر الحدیث مصطفى عبد الرازق :" أدیبة جیل ، کتبت فی الجرائد والمجلات ، وألفت الکتب والرسائل ، و ألقت الخطب و المحاضرات ، وجاش صدرها بالشعر أحیانا ، وکانت نصیرة ممتازة للأدب تعقد للأدباء فی دارها مجلسا أسبوعیا ، لا لغو فیه ولا تأثیم ولکن حدیث مفید وسمر حلو وحوار تتبادل فیه الآراء فی غیر جدل ولا مراء " .

- أما الشاعر شفیق المعلوف شقیق شاعر الطیارة فوزی المعلوف فقد قال عن الآنسة می :
بنت الجبــــــال ربیبة الهرم
هیهات یجهل اسمها حی
لم نلق ســــحرا سال من قلم
إلا هـــتفنــا هــذه مــــی


- قالت جولیا دمشقیّة: "لم أرَ فی حیاتی خطیباَ اشرأبّت إلیه الأعناق، وشخصت إلیه الأحداق کمیّ، فکانت، وهی تخطب، کأنَّ أجفان سامعیها مشدودة إلیها بالأهداب، وما ذلک إلا لأنّه اجتمع فی الخطیبة أهم مقومات الخطابة".

مؤلفاتها :

( من أشهر أعمالها)
(باحثة البادیة) (1920)
(کلمات وإشارات) (1922)
(المساواة) (1923)
(ظلمات وأشعة) (1923)
( بین الجزر والمد ) ( 1924)
(الصحائف) (1924).
سوانح فتاة .
کلمات و أشارات .
نعم دیوان الحب
رد مع الاستدلال

-ما کُتب عنها :
1) "میّ فی حیاتها المضطربة" لجمیل جبر.
2) "حیاة میّ" لمحمد عبد الغنی حسن.
3) "محاضرات عن میّ مع رائدات النهضة النسائیة الحدیثة ، للدکتور منصور فهمی ".



وفاتها :

توفیت فی القاهرة فی 17 /10/ 1941 م.



نص مختار


الیقظة




فلیحی الاستقلال التام!

فلتحی الحریة!

فلتعش مصر حرة مستقلة!

فلیحی الوطن!

انتبهنا یومًا على وقع هذه الأهازیج غیر المألوفة التی سرعان ما اهتدت إلى مصبّها فی القلوب, کالماء یفیض فیتدفق على منحدر هُیئ له منذ أجل مدید.

الأفواج, أفواج المتظاهرین, تتقاطر من کل صوب. والأعلام التی طال علیها العهدُ فی الحقائب تخفق فوق الرؤوس خفوق الألویة المنتصرة. وهتاف المئات والألوف ینتظم متجمعًا فی نبرة واحدة وقیاس واحد, کأنه من صوتٍ واحد ینطلق. والأصداء الشائعة یصدمها هنا وهناک ترجیعُ المواکب الجائبة أنحاء المدینة فی هرج وتهلیل. والجوّ یدوی بارتطام الأصوات, وقرع الطبول, وعزف الآلات, وزغردة النساء بین الهتاف والتصفیق.

وتمشت روحُ النشوة إلى الضیف والنزیل فأذابت ما بین الأجناس والشعوب والمذاهب من جلید, وألغت حاسة التفرق وسوءِ التفاهم ضامَّة النفوس کما فی اعتناق من التعاطف وحسن الوئام.

لمن یهتف الأجانب? وأی الألویة ینشرون? وعلام تنثر أیادیهم الریاحین وفرائد العطور?

أتراهم یحتفون بعید الوطنیة الشاملة لظهور طلائع الوطنیة عند شعب یستفیق فتحییه حتى جنودُ الإنجلیز وضباطهم بالإشارة والتلویح, ویُحییه الجمیع بالأصوات والألوان والأزهار?

نعم. فی ذلک الیوم من أواسط شهر مارس سنة 1919 وقد عبق الهواءُ ببشائر الربیع, ونوَّرت البراعم الزهیة على الغصون, وسَرت فی الأجساد نفحة التجدید کرسول من حیاة الأرواح, فی ذلک الیوم الغنی بتنبهِ الأرض بعد هجود الشتاءِ استیقظت أمة الوادی الجاثم بین البحر والصحراءِ.

استیقظت الأمة وهتفتْ. فإذا فی صوتها غضبة الأسود, ومفاداة الأبطال, وعزم الرجال, ومرح الأطفال, وحنو النساء, وصدق الشهام.

***

وتصرَّمت أیام الفرح والهناء بعد أیام الاحتجاج والمطالبة, فسارت الجماهیر وراء نعوش الموتى.

سارت کاسفة لدى زوال صور الحیاة, متهیبة حیال جلال الموت. لا إن العاطفة المستجدَّة ظلت تجیش وتطمی حینًا بعد حین. وبصوت المفجوع الذی تزکى منه التضحیةُ الحمیة, تهتف الجماهیر وراء الإعلام المنکسة:

فلیحى الوطن!

فلتحى مصر!

فلیحى ذکر شهداء الحریة!

یا للرعشة العجیبة تعرو النفس لنداء الحماسة والاستبسال! إن القلب عنده جازعٌ والطرف دامع, أمام مشاهد الفوز ووراء نعوش الضحایا على السواء.

وکأنی خلال الألفاظ المتکررة فی الفضاء المجوف, سمعتُ مصر الفتاة تقول:

لقد کنتَ, أیها القطر, مسرحًا خالیًا منذ أجل طویل,

مسرحًا زیناته هذه السماءُ الزرقاء وهذه الصحراءُ العفراء وهذا اللیل الناعم السحیق المغری إلى تلمس الأسرار, وهذه الشمس المشرقة أبدًا کمجد لا ینقضی.

- کلّک, یا هذه الأجواء والمروج والبقایا والأمواه, إنما کنتِ مسرحًا خالیًا ینتظر.

لقد مللتِ شلال الذراری المتلاحقة فی ربوعک صامتة خانعة تجهل اسم الأمل والقنوط.

وانتظرتِ طویلاً طویلاً, انتظرت صوتًا یلیق بعلواء تاریخکِ العظیم.

وها قد آن الأوان فهببتُ فاسمعی!

اسمعی صوتی یخاطب الرعاة بین النخیل, والکهان فی الهیاکل, والفراعنة والبطالمة فی البلاطات والقصور.

یخاطب الغزاة والفاتحین من عتاة العهد القدیم والعهد الجدید,

قائلاً إن کل ما حلّ بی من نکبات وعلل أخرسنی حیناً ولکنه لم ینل من حیویتی!

لقد استیقظتُ, أیتها الأمم, استیقظ الشعبُ الصریع المستعبد!

استیقظ وأرسل کلمته الأولى:

کلمةً أسنى من الربیع, وأبقى من الارض, ترنّ فی قلبی فأزید وثوقًا بما أرید وأبتغی.

کلمة هی تتمة للماضی, وعهد للمستقبل. کلمة هی المنبه, والغایة, والوسیلة.

کلمة عمیقة رحیبة کالحیاة: الحریة!

- عرفت أوروبا العرب بفتوحاتهم الواسعة. ولم تکن لتصدق فی بادئ الأمر أن سکان البادیة یحسنون شیئًا غیر النهب والسلب والتخریب. على أنها ألفَت مع الزمن وجودهم فی الأندلس. ولما أن رأت أسبانیا مستمتعة بعیشٍ رغید فی أمان وسلام, أرغم أهلها على الإقرار بأن العرب بارعون فی فنون السلم کما أنهم متفوقون فی فنون الحرب. وما تأسست جامعة قرطبة العظیمة وطارت شهرتها إلى ما وراء جبال البرنات, حتى توارد علماء الفرنجة یطلبون العلم على علماء المسلمین.

- ومعلوم أن أوروبا مدینة للعرب بکتب جمة نقلها الیهود من العربیة إلى العبریة ثم ترجمت إلى اللاتینیة ومنها إلى اللغات الأوروبیة الحدیثة. کما أن فلسفة أرسطو لم تصل إلى علماء القرون الوسطی إِلاّ عن طریق العرب وبعد تراجم أربع: من الیونانیة إِلی السریانیة, فالعربیة, فالعبرانیة, فاللاتینیة.

وقد نشر الأستاذ سلامة موسى فی جریدة (البلاغ) المصریة مقالاً عن (العلوم والحضارة, ونصیب العرب فیها) نقلاً عن مجلة (کونکست) الإنجلیزیة, جاءَ فیه: (إن العلم الحقیقی دخل أوروبا عن طریق العرب لا عن طریق الإغریق, فقد کان الرومان أمة حربیة وکان الإغریق أمة ذهنیة; أما العرب فکانوا أمة علمیة.

(فإنهم غزوا ممالک الشرق مثل الهند وفارس وبابل, وتعلموا منها کلَّ ما استطاعت هذه البلاد أن تقدمه لهم. ولم یقتصر علمهم على الصنائع الیدویة مثل النسج والدباغة والصباغة التی اشتهر بها الشرق. ولکنهم تعلموا أیضًا جمیع ما یمکن تعلمه من الهندسة والطب والمیکانیکیات.

(وقد أحرق البطریرک کیرلس مکتبة الإسکندریة فی القرن الخامس, فهجر آلاف من العلماء تلک المدینة إلى فارس واستوطنوها. فلما ظهر العرب عادوا فجمعوا تلک المعارف المشتتة, بل أضافوا إِلیها).

(ثم انتشروا فی الغرب, وجازوا البحر إلى أسبانیا حیث لا یزال شاهداً على عبقریتهم مسجدا قرطبة والحمراء. وقد کان سکان مدینة قرطبة یزیدون عن الملیون فی القرن الثالث عشر. وکانت شوارعها مبلطة ومضاءَة. وکان فیها ما لا یحصى من الحمّامات. وکان فیها نحو مائة مستشفى عمومی. ولعل القارئ یدرک قیمة ذلک إذا عرف أن شوارع باریس لم یوضع علیها البلاط إِلا فی ختام القرن الخامس عشر ولم یکن فی لندن فی نصف القرن السادس عشر مصباح واحد فی شوارعها. أما الحمامات والمستشفیات فلم تعرفهما هاتان المدینتان إِلا بعد قرون.

(فنحن مدینون للعرب باستکشافاتهم العلمیة أکثر مما نحن مدینون لهم بثقافتهم أو فنونهم. فهم روَّاد الزراعة العلمیة والتربیة العلمیة للدواجن. وقد زادوا معلوماتنا عن الکیمیاء ونوامیس البصر, وعرفوا حمض الکبریت وحمض النیترات. وهم الذین علمونا الحساب والجبر وأضافوا الصفر إلى الأعداد الهندیة التسعة. وکان الناس قبلاً یعتمدون على الهندسة فی تقدیراتهم, فاخترعوا الحساب الأعشاری. وکان علماء العرب یعتمدون على المشاهدة فی أبحاثهم بخلاف الإغریق فإِنهم کانوا یعتمدون على الفلسفة. ولکن العلم لا یرقى إلاّ بالمشاهدة والتجارب. وقد استعمل العرب المغناطیس کما أنهم استخدموا البوصلة فی الملاحة) اهـ.

کذلک أدَّى العرب إِلی الإنسانیة ما على الأمم الکبیرة من واجب النفع والإفادة. انتشرت لغتهم وحضارتهم أیما انتشار فکانوا صلة أمینة, صلة خیر وضیاءٍ بین العصور الخالیة والقرون الحدیثة. ولما هبط الصلیبیون الشرق عادوا إِلی بلادهم یحملون بعض أنظمة العرب التی اطلعوا علیها فی رحلتهم. فاقتبسلها الأوروبیون وقدروها قدرها. وعلى ذلک الأساس العربی المتین أقامت أوروبا صرح مدنیتها الحدیثة

من کتاب (بین الجزر والمد), 1924
رد مع الاستدلال

التعریب بـ(سلیم برکات)

التعریب بـ(سلیم برکات)

وائی وشاعر وأدیب کردی من سوریا من موالید عام 1951 فی مدینة القامشلی، سوریا، قضى فترة الطفولة والشباب الأول فی مدینته والتی کانت کافیة لیتعرف على مفردات ثقافته الکردیة بالإضافة إلى الثقافات المجاورة کاڵاشوریة والأرمنیة. انتقل فی عام 1970 إلى العاصمة دمشق لیدرس الأدب العربی ولکنه لم یستمر أکثر من سنة، ولینتقل من هناک إلى بیروت لیبقى فیها حتى عام 1982 ومن بعدها انتقل إلى قبرص وفی عام 1999 انتقل إلى السوید...
أعماله تعکس شخصیة أدبیة فریدة، کما کانت أعماله الشعریة الأولى تنبئ بمولد أدیب من مستوى رفیع... وبالفعل أتت أعماله التالیة لتقطع أشواط وأشواط فی عالم إبداعی لم یعتد علیه قرآ و الأدب المکتوب باللغة العربیة. کما جاءت أعماله مغامرات لغویة کبری، تحتوی على فتوحات فی الدوال والمعانی والتصریفات.
لم أرَ کاتباً ینفذ إلى عمق الموجودات مثل سلیم، فیتحدث بلسان الموجودات واللاموجودات ویحس بنبض الأرواح فی کل ذرة یصل إلیها نظره أو یمتلئ بها إدراکه المتراکم. حتى تفهم سلیم علیک أن تصادق الظلال والنور والفراغ والریح وما ینتظر دوره فی رحم الأرض لیخرج من المعدوم إلى الموجود ولیستمر بعدها فی رحلته فی الأطوار التی خلقها اللـە.
(أعماله
کل داخل سیهتف لأجلی، وکل خارج أیضاً (شعر)
هکذا أبعثر موسیسانا (شعر)
للغبار، لشمدین، لأدوار الفریسة وأدوار الممالک (شعر)
الجمهرات (شعر)
الجندب الحدیدی (سیرة الطفولة) (سیرة)
الکراکی (شعر)
هاته عالیاً، هات النّفیر على آخره (سیرة الصبا) (سیرة)
فقها و الظلام (روایة)
بالشّباک ذاتها، بالثعالب التی تقود الریح (شعر)
کنیسة المحارب(یومیات)
أرواح هندسیة (روایة)
الریش (روایة)
البازیار (شعر)
الدیوان (مجموعات شعریة فی مجلد واحد) (شعر)
معسکرات الأبد (روایة)
طیش الیاقوت (شعر)
الفلکیون فی ثلثا و الموت: عبور البشروش (روایة)
الفلکیون فی ثلثا و الموت: الکون (روایة)
الفلکیون فی ثلثا و الموت: کبد میلاؤس (روایة)
المجابهات، المواثیق الأجران، التصاریف، وغیرها (شعر)
أنقاض الأزل الثانی (روایة)
الأقراباذین (مقالات فی علوم النّظر)
المثاقیل (شعر)
الأختام والسدیم (روایة)
دلشاد (فراسخ الخلود المهجورة) (روایة)
کهوف هایدراهوداهوس (روایة)
المعجم (شعر)
ثادریمیس (روایة)
موتى مبتدئون (روایة)
السلالم الرملیة (روایة)
الأعمال الشعریة (مجموعات)
شعب الثالثة فجرا من الخمیس الثالث (شعر)
لوعة الألیف اللا موصوف المحیر فی صوت سارماک (روایة)
ترجمة البازلت (شعر)
هیاج الإوزّ (روایة)
التعجیل فی قروض النثر (مقالات)


منبع: ویکی پدیا

امین الریحانی


اسمه : أمین فارس أنطون یوسف بن المطران باسیل الریحانی. ( - 1940)

مولدهُ ونشأتهُ :
ولدَ فی 23 تشرین فی بلدة الفریکة من قرى منطقة المتن الشمالی فی جبل لبنان ، ولقّب بالریحانی لکثرة شجر الریحان المحیط بمنزلهِ . والدهُ تاجر حریر میسور الحال، حاد الطباع، کریم الخلق، یجسم عقلیة اللبنانی المتوسط المحافظ على التقالید. والدته، أنیسة ابنة جفال البجانی شیخ القرنة الحمراء، تصرف أوقاتها فی العبادة والزهد.

تعلیمهُ :
تلقّى فی بلدتهِ " الفریکة " مبادئ اللغتین العربیة والفرنسیة ، ولمّا بلغ من العمر اثنتی عشرة سنة أرسلهُ والده مع عمّه إلى أمریکا لیتعلم مبادئ اللغة الانجلیزیة وکان ذلک فی عام 1888م ، ما لبث أن برز میله إلى المطالعة والقراءة ، ثم ترک المدرسة لیتسلم مهمة المحاسبة فی متجر عمه فی مدینة مانهاتن . انکبّ أمین وقتها على المطالعة لیل نهار فاطّلع على أعمال الشعراء والکتّاب أمثال شکسبیر وهیجو وسبنسر وهاکسلی وکارلیل وآخرین من المعاصرین والفدامى .
وفی عام 1897م التحق بمعهد الحقوق فی جامعة نیویورک واستمر فیه سنة حیث مرض فأشار علیه الطبیب بالعودة إلى لبنان .

محطّات :
- عاد الریحانی إلى لبنان عام 1898م ، وهناک درس الإنکلیزیة فی مدرسة أکلیریکیة، وتعلم اللغة العربیة بالمقابل وبدأ فی کتابة المقالات فی جریدة (الإصلاح) التی اتخذها منبراً للهجوم على الدولة العثمانیة.

- عام 1899 رجع الریحان
ی إلى أمریکا فاشتغل بالتجارة والأدب، وبدأ فی إصدار الکتب وکان أولها (نبذة عن الثورة الفرنسیة)، کما ترجم إلى الإنکلیزیة مختارات من شعر الشاعر أبی العلاء المعری.

- وفی سنة 1904 عاد الریحانی إلى لبنان مروراً بمصر، فزار الخدیوی عباس حلمی، واتصل بأبرز الأدباء والزعماء السیاسیین، وباحثهم فی أحوال الشرق العربی الاجتماعیة والسیاسیة والفکریة ووسائل النهوض بها، وفی لبنان تابع نشاطه الفکری والاجتماعی العاصف والمتعدد الأوجه، وأصبحت صومعته فی قریته (الفریکة) ملتقى عشرات الأدباء من أمثال: محمد کرد علی وبیرو باولی والأخطل الصغیر والشیخ مصطفى الغلایینی وغیرهم، کما کان ینتقل من مدینة إلى أخرى یلقی الخطب داعیاً إلى الحریة ومهاجماً الإقطاع والخنوع والجهل.

- فی سنة 1911 قفل أمین الریحانی راجعاً إلى نیویورک لیطبع کتابه (کتاب خالد)، ومنذ ذلک الحین أصبح یتنقل بین نیویورک وبلدته الفریکة. وأصبح مرموقاً فی کل من أمریکا وإنکلترا وکندا، وکذلک فی أوروبا والشرق الأدنى والبلاد العربیة.

-وفی الحرب العالمیة الأولى کان الریحانی أحد أعضاء (اللجنة السوریة ـ اللبنانیة) التی مارست نشاطاً سیاسیاً ضد السیطرة الترکیة. فقد اشترک الریحانی سنة 1918 فی مؤتمر انعقد فی واشنطن من أجل الحد من التسلح، وزار أوروبا عدة مرات حیث التقى فی إحدى زیاراته الفیلسوف (ولز) صاحب النظریة المستقبلیة فجرى نقاش بینهما حول الشرق والغرب.

-انطلق عام 1922 فی رحلته الشهیرة، فزار الحجاز وقابل شریف مکة الحسین بن علی، ثم زار (لحج) وقابل سلطانها عبد الکریم فضل ، و(الحواشب) وفیها قابل سلطانها علی بن مانع، وصنعاء حیث التقى إمامها یحیى، ونجداً حیث اجتمع إلى سلطانها عبد العزیز بن سعود، والکویت فزار فیها شیخها أحمد الجابر آل الصباح، والبحرین وفیها اجتمع إلى شیخها أحمد بن عیسى، وأخیراً بغداد حیث قابل الملک فیصل الأول... فکان نتاج هذه الرحلات عدداً کبیراً من کتب الرحلات والتاریخ بالعربیة والإنجلیزیة.

- خلال سنوات تمتد منذ 1927 ـ 1939، حاضر الریحانی فی الولایات المتحدة الأمریکیة حول مخاطر الدور الصهیونی فی الوطن العربی، وشن حرباً دفاعاً عن الحریة والتحرر والحقوق الإنسانیة، وقد طلب إلیه الحاج أمین الحسینی أن یشترک فی الوفد الفلسطینی لمفاوضة الحکومة البریطانیة فاعتذر، ولما عاد إلى لبنان تصدى للفرنسیین المستعمرین وراح یدعو لتحقیق الاستقلال فنفی إلى بغداد ولم یعد إلا بعد ضغط کبیر من الجالیات العربیة فی المهاجر.

- فی عام 1911 جرى اختیار أمین الریحانی عضواً مراسلاً للمجمع العربی بدمشق، وکان عضواً فی جمعیة الشعراء الأمریکیین وفی منتدى الصحافة النیویورکیة ونادی المؤلفین الأمریکیین والجمعیة الشرقیة الأمریکیة، کما اختاره معهد الدراسات العربیة فی المغرب الأسبانی رئیس شرف له .

أوسمة :
- وسام المعارف الأول الإیرانی.
- وسام المعارف الأول للمغرب الإسبانی.
- وسام الاستحقاق اللبنانی الأول المذهب.

ما قاله النقاد:
- صحیفة (الأوبزرفر) اللندنیة قالت بأن أمین الریحانی هو أول من أعطى کتباً بالإنجلیزیة عن البلاد العربیة والشرق الأدنى.

- وقال سلمان الشیخ داود فی الریحانی: ان العاصفة التی أخذت تثور فی أرجاء بلاد العرب سوف تکسر قیود التقالید القدیمة وتحطم سلاسل الاستعباد والاضطهاد وسنرى متى سکنت ان کلمات الریحانی من اکبر عوامل إثارتها وهاهو الیوم یطوف بلاد العرب لیحقق بنفسه قرب الساعة التی ینشدها وما الاحتفال العظیم الذی لاقاه إلا مظهراً من مظاهر انتشار دیمومته فی هذه الأقطار .

- وقال روفائیل بطی: وعندی أن أولادنا سیفهمون الریحانی أکثر مما نفهمه نحن الیوم وقال أیضا وجدت فی مجلس أمین الریحانی ما لم اعثر علیه فی کتبه ومؤلفاته وفعلت فی نظراته أعظم مما فعلته خواطره الفلسفیة وهزنی صوته أکثر مما هزتنی قصیدته (فؤاد) ففی مجلسه ای الاتضاح واللطف وفی عینیه العاطفة المتقدة وفی صوته الحنان المجسم.

- وقال عطا أمین بک: سئل الفیلسوف الکبیر (ارنست رنان) لماذا کتب الذی کتبه والذی أقامت علیه قیامة فئة غیر قلیلة من الناس فقال: طلباً للحقیقة وتلذذا بإحیائها وإذاعتها بین الخافقین وانی لا اعتقد بان ناقل فاجعة هیاسیا العذراء بتلک العبارات المملوءة حنانا وتألماً وخروجاً على الظلم والتعصب لم یقصد بثورته الأدبیة الکبرى ضد النظم البالیة والتقالید الباطلة سوى الحقیقة المجردة البیضاء الناصعة التی بانتشارها یسود العقل وتنتصر الفضیلة ویصبح الحکم یومئذ للحق.

- أما حسن غصیبة فقال فی الریحانی: قیل للدکتور شبلی شمیل إن بلیة الناس فی هذا الشرق بک لعظیمة لأنک تخالفهم فی مبادئهم ومعتقداتهم فأجاب: إن بلیتی بالناس لأعظم لأنهم یخالفون أرائی وأفکاری إذ أنهم کثیرون وأنا الوحید فمن حسن حظ الشرق والریحانی معاً أن هوة الخلاف بین أمم الشرق وبین المفکرین قد امتلأت فلا الریحانی بلیة على الشرق ولا الشرق بلیة على الریحانی ولهذا فان مبادئ الریحانی ستنمو بسرعة نمو بذور صادفت تربة خصبة ومناخاً موافقاً وسیکون الریحانی علم القرن العشرین تاریخ الأجیال العربیة المقبلة.

من أهم مؤلّفاته :
- موجز الثورة الفرنسیة
- ملوک العرب
- قلب العراق
-المغرب الأقصى
- قلب لبنان
- التطور والإصلاح
- القصة والروایة
- الکتابات الشعریة

وفاته :
توفی أمین الریحانی فی بیروت یوم 13 أیلول 1940، إثر سقوطه عن دراجة اعتاد أن یرکبها على طرقات الجبل حول بلدته الفریکة. ودفن فی بلدته وقد أقیم له تمثالاً نصب فی باحة ک
لیة الآداب فی الجامعة اللبنانیة .



نص مختار

من مناجاة الریحانی للأرز


أرز لبنان: رفعت حجرا من حجارة الطریق إلى فمی، فقبلته ورعا، حامدا، آملا؛ قبل أن دخلت الظلال القدسیة، واستغفرت الأرز لامتهانی حرمة عزلته؛ هذه العزلة الفریدة فی أعالی الجبال، فوق وکر النسور، وراء حجب الآفاق.

استغفرت الأرز، لأنی جئت أشق ستار کعبته، جئت أستکشف مکنون سره.. إیه ربة الأشجار، وسیدة الجبل الجبار، أنت الرافعة أعلامک الخضراء بین هذه الصخور الدکناء، بنت الجدیدین، وأخت القمرین، حدثینی، وعلمینی، وارفعی بی إلى علیاء إیمانک؛ فقد جئت مستمدا من ینبوعک العالی القوة والحکمة.

قواعد اعلال و فعلهای معتل

قواعد اعلال و فعلهای معتل

(تألیف شاصنم)

دانلود

بروشور عربی

بروشور عربی (خلاصه مباحث مهم)

جهت دانلود اینجــــا را کلیک کنید. در صورت هرگونە مشکل در دانلود، لطفا در قسمت نظرات بنده را مطلع کنید.